تعرفت مدينة مدريد على كرة القدم عن طريق أساتذة وطلاب مركز "مؤسسة التعليم الحرة" التعليمي (بالإسبانية: Institución Libre de Enseñanza)، والذين كانوا خريجي جامعتي أوكسفورد وكامبريدج في بريطانيا.[11] أسس هؤلاء الأساتذة والطلاب فريقاً في المدينة عام 1897 وأطلقوا عليه اسم "فريق سكاي لكرة القدم" (بالإنكليزية: Football Club Sky)، وكانوا يلعبون الكرة نهار كل يوم أحد في منطقة "مونكلوا" الواقعة في مدريد.[11] وفي عام 1900 انقسم الفريق إلى فريقين مختلفين: أحدهما سمي بفريق "مدريد الجديد لكرة القدم" (بالإنكليزية: New Foot-Ball de Madrid) والآخر سمي بفريق مدريد الإسباني (بالإنكليزية: Club Español de Madrid). وانقسم الفريق الأخير مرة أخرى عام 1902، ليتأسس "فريق مدريد لكرة القدم" (بالإنكليزية: Madrid Football Club) المعروف حاليا بريال مدريد وكان ذلك بتاريخ 6 مارس 1902.[11] وبعد ثلاث سنوات من التأسيس، أي في عام 1905، استطاع الفريق المسمى آنذاك "بنادي مدريد لكرة القدم" الفوز بأول بطولة رسمية محلية وذلك بعد الفوز على أتلتيك بيلباو في نهائي كأس إسبانيا.[11] واستطاع الفريق المحافظة على لقب البطولة لمدة أربعة أعوام متتالية (إذ أن هذه البطولة كانت هي البطولة الوحيدة الرسمية المقامة آنذاك).[11] وكان النادي من الآعضاء المؤسسين للإتحاد الإسباني لكرة القدم في 4 يناير 1909، حيث مثل الفريق رئيسه أدولفو ملينديز للتوقيع على اتفاقية تأسيس الاتحاد.[11] وفي عام 1912، انتقل الفريق لملعبه الجديد المسمى "ميدان أودونيل" (بالإسبانية: Campo de O'Donnell) بعد أن كان يتنقل سابقا من مكان لآخر لعدم توفر ملعب خاص.[12] وفي عام 1920، تم تعديل مسمى الفريق من قبل ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر ليصبح ريال مدريد حيث منح لقب "ريال" والتي تعني "ملكي" للفريق.[13]
في عام 1929، انطلق الدوري الإسباني لكرة القدم، وتصدر ريال مدريد الترتيب حتى آخر مباراة في الموسم، ولكنه خسر آخر مباراة أمام أتلتيك بيلباو في سان ماميس وخسر بالتالي صدارته والبطولة. وقد حل وصيفاً للبطل حينها، برشلونة، وبفارق نقطة واحدة.[14] أحرز ريال مدريد أول بطولة دوري في تاريخه بموسم 1931–32، وأتبعه في الموسم التالي بالفوز بالبطولة مرة أخرى، ليصبح أول فريق يحرز بطولة الدوري مرتين على التوالي منذ بدايتها.[15]
ألفريدو دي ستيفانو.
انتُخب سانتياغو بيرنابيو ليكون رئيساً لريال مدريد في عام 1943.[16] وخلال فترة رئاسته، تمت إعادة بناء الفريق والملعب والمدينة الرياضية التابعة للنادي بعد أن دُمرت بفعل الحرب الأهلية الإسبانية. وبداية من عام 1953، شرع بيرنابيو بتنفيذ استراتيجية تضمنت استقدام لاعبين من الطراز الرفيع من الخارج ومواهب بارزة من داخل إسبانيا، ولعل أبرز نقطة كانت التوقيع مع ألفريدو دي ستيفانو وجلب الموهبة الإسبانية فرانشيسكو خينتو. وهكذا، تكوّن أول فريق متعدد الجنسيات في فريق واحد.[17] وفي أول مواسم دي ستيفانو حقق الفريق بطولة الدوري الثالثة في تاريخه بعد غياب دام 23 عاماً وحقق دي ستيفانو لقب الهداف بتسجيله 27 هدفاً.[17]
في عام 1955، برزت فكرة عند الصحفي الفرنسي بجريدة "ليكيب غابريل هانوت" وهي عبارة عن إقامة بطولة أوروبية سميت باسم الكأس اللاتينية (تضم فرق كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال)، وتطورت الفكرة بعد اجتماع رئيس ريال مدريد بتلك الفترة سانتياغو بيرنابيو في أحد فنادق باريس مع كل من بيدريغان وغوستاف سابيس لينتج عن الاجتماع تأسيس البطولة الكبرى في أوروبا للأندية التي تعرف حالياً باسم دوري أبطال أوروبا.[18] وتحت رئاسة سانتياغو بيرنابيو، أصبح ريال مدريد الفريق الأفضل سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، حيث استطاع الفوز بدوري أبطال أوروبا بخمس مرّات على التوالي من عام 1955 إلى 1960.[17] والفوز بتلك البطولات الخمس جعل الفريق يحوز الكأس الأصلية وكذلك سُمح لأعضائه بارتداء شعار شرفي يبين عدد البطولات التي أحرزها بالبطولة الأوروبية وتسمى وسام شرف الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (بالإنكليزية: UEFA badge of honour).[19] وأتبع تلك الفترة بالفوز بالدوري الإسباني لخمس سنوات متتالية ليكون أول فريق إسباني يحرز هذا الانجاز، واستطاع الفريق احراز البطولة السادسة في عام 1966 بعد انتصاره في المباراة النهائية على الفريق الصربي بارتيزان بلغراد بنتيجة 2–1، وكان ذلك الفريق أول فريق يحرز اللقب وهو مكون من لاعبين كلهم محليين وسمي ذلك الفريق باسم Ye-yé وذلك نسبة إلى المتعة التي كان يقدمها بتلك الفترة والاسم مأخوذ من أغنية كان لها صيت آنذاك.[20] وصل نفس الفريق أيضاً إلى المباراة النهائية مرتين بالبطولة الأوروبية، في عامي 1962 و 1964، ولكنه خسرهما أمام كل من بنفيكا البرتغالي ونادي انتر ميلان الإيطالي على التوالي.[20]
في فترة السبعينات، فاز ريال مدريد بخمس بطولات محلية وثلاثة كؤوس للملك.[21] ولعب الفريق أول نهائي له في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1971، ولكنه خسر اللقاء أمام فريق تشلسي الإنكليزي بنتيجة 2-1.[22] وفي 2 تموز/يوليو 1978، توفي رئيس النادي سانتياغو بيرنابيو، وكانت تقام في تلك الفترة فعاليات كأس العالم لعام 1978 في الأرجنتين، فأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالحداد مدة ثلاثة أيام تكريماً له.[23] وفي العام التالي، أنشأ النادي بطولة باسم كأس سانتياغو بيرنابيو وذلك احياءاً لذكرى وفاته.
وفي بداية فترة الثمانينات من القرن العشرين، لم يستطع الفريق مواصلة سيطرته على الدوري المحلي والذي توالت عليه ناديي إقليم الباسك "أتلتيك بيلباو" و"ريال سوسيداد" مرتين على التوالي لكل منها، واستمرت هذه الحالة حتى استطاع الفريق العودة للفوز بالبطولات بعد أن تخرج منه نخبة من اللاعبين، كانوا قد استطاعوا الوصول مع الفريق الثاني لريال مدريد، المسمى "ريال مدريد كاستيا"، إلى المباراة النهائة لكأس ملك إسبانيا ومقابلة الفريق الأول بذلك اللقاء لتكون الحادثة الفريدة من نوعها في عالم كرة القدم، وقد أطلق الصحفي خوليو سيزار إيغاليسياس اللقب المعروف بالإسبانية "La Quinta del Buitre" أي "خماسي الجوارح".[24] وهذااللقب كان يطلق بالأساس على أشهر لاعب من المجموعة قبل أن يعمم على الجميع وهو إيميليو بوتراغينيو. أما بقية أعضاء المجموعة الأربعة فهم مانويل سانشيز هونتييولو ورافائيل مارتن فازكويز وميتشيل وميغيل بارديزا.[25] ورغم مغادرة بارديزا الفريق، كان الفريق يضم نخبة من اللاعبين أمثال الحارس الدولي السابق فرانسيسكو بويو والظهير الأيمن الإسباني ميغيل بورلان تشيندو والمهاجم المكسيكي هوغو سانشيز، وكان الفريق قد وُصف بأنه الأفضل في إسبانيا وأوروبا في النصف الثاني من فترة الثمانينات، حيث حقق بطولتين لكأس الإتحاد الأوروبي على التوالي، وخمس بطولات من الدوري الإسباني على التوالي كذلك وبطولة واحدة لكأس ملك إسبانيا وثلاثة كؤوس السوبر الإسبانية وبطولة كأس الدوري مرّة واحدة.[25]
هييرو وزيدان في مباراة خيرية.
في بداية التسعينيات، انتهت حقبة "خماسي الجوارح" بعد مغادرة كل من مارتين فازكيز، اميليو بوتراغوينو، وميتشيل للنادي. في عام 1996، عيّن الرئيس لورينزو سانز المدرب فابيو كابيلو على رأس الجهاز الفني. ومع أنه لم يستمر إلا عاماً واحداً إلا أنه فاز في الدوري الأسباني، وأحضر لاعبين مثل روبيرتو كارلوس، بريدراج مياتوفيتش، دافور سوكر، وكلارنس سيدورف مما زاد من قوّة النادي الذي كان يحوي أصلا لاعبين مثل راؤول وفيرناندو هييرو وإيفان زامورانو وفيرناندو ريدوندو. نتيجة لذلك، أنهى ريال مدريد (مع قدوم فيرناندو موريانتس في عام 1997) انتظار الجماهير طيلة 32 عاما فوزه ببطولة دوري ابطال أوروبا، بفوزه في عام 1998 تحت قيادة المدرب جوب هينكس على نادي يوفنتوس في النهائي بهدف نظيف قام بتسجيله بريدراج مياتوفيتش.[26]
في تموز/يوليو من عام 2000، تم انتخاب فلورونتينو بيريز كرئيس للنادي.[27] بعد حملة وعد فيها بإيفاء الديون التي أثقلت كاهل النادي وتجديده له. ولكن يُعتقد أن ما جعل فوز بيريز ممكناً هو التوقيع مع لويس فيغو الذي كان عضوا في الغريم التقليدي للريال، وهو نادي برشلونة.[28] في العام التالي، قام النادي بتطوير امور التدريب وقام بإطلاق حقبة الغلاكتيكوس التي من خلالها حضر كل من زين الدين زيدان ورونالدو ولويس فيغو وروبيرتو كارلوس وراؤول وديفيد بيكهام. لم تحقق هذه السياسة الآمال المعقودة في ذلك الوقت، رغم أن النادي فاز في دوري الابطال موسم 2001-02 وبطولة الدوري الموسم التالي، وكذلك بكأس السوبر الإسباني عام 2004، إلا أنه فشل في حصد الألقاب لثلاث سنوات بعد ذلك.[29]
في يوليو 2006، تم انتخاب رامون كالديرون رئيسا للنادي، فأعاد إحضار فابيو كابيلو كمدرب وبيديا مياتوفيتش كمدير رياضي. فاز ريال مدريد ببطولة الليغا عام 2007 بعد انقطاع أربعة أعوام، إلا أنه مع هذا فقد تم التخلي عن فابيو كابيلو.[30] في الموسم التالي حصد الفريق الأبيض بطولة الليغا مرة أخرى، فكانت هذه المرة الحادية والثلاثين التي يفوز فيها بالبطولة، والتي سجلت فوز الريال ببطولتين متتاليتين لأول مرة منذ 18 عاماً.[31] في مطلع يونيو سنة 2009 أعلنت اللجنة الانتخابية بنادي ريال مدريد أن فلورنتينو بيريز نال رسميا مقعد رئاسة النادي. وحاول بيريز وفالدانو في البداية التعاقد مع الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، ولكن فينجر قرر البقاء مع أرسنال. وكان البديل الثاني هو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي، لكنه فضل أيضا تجديد عقده مع النادي سالف الذكر.
فتم التعاقد مع المدرب التشيلي، مانويل بيليجريني، المدير الفني لفريق فياريال الأسباني، كمدير فني جديد للفريق. وكعادة بيريز مع الصفقات المدوية فقد أنهى التعاقد مع البرازيلي كاكا من نادي ميلان الإيطالي بمبلغ 65 مليون يورو. وكذلك تم التعاقد مع راؤول ألبيول من نادي فالنسيا الإسباني واللاعب كريم بن زيمه من نادي أولمبيك ليون الفرنسي وكذلك اللاعب استيبان جانيرو لاعب نادي خيتافي الإسباني واللاعب ألفارو أربيلوا قلب دفاع نادي ليفربول الإنجليزي إضافة إلى الصفقة الأغلى وهو اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو من نادي مانشيستر الإنجليزي بمبلغ قياسي وصل قيمته إلى 92 مليون دولار أمريكي.
[عدل] شعار وزي النادي
أول شعار للنادي.
كان أول شعار للنادي عند تأسيسه ذو تصميم بسيط، حيث كان يتكون من حروف "MCF" المختصر لاسم النادي "Madrid Club de Fútbol" وكان لونه أزرقا داكنا وكان باقي الطقم أبيض اللون. حصل أول تغيير للشعار عام 1908 وذلك بتغير شكل الاختصار وإحاطته بدائرة.[32] لم يحصل التغيير التالي إلا عند تولي بيدرو باراجيس رئاسة النادي عام 1920، وذلك عندما خلع الملك ألفونسو الثالث عشر الصفة الملكية على النادي ليضاف لقب "Real" لاسمه والذي يعني الملكي،[33] وبذلك تم إضافة تاج الملك للشعار وأصبح اسم النادي "نادي مدريد الملكي لكرة القدم" (بالإسبانية: Real Madrid Club de Fútbol).[32] ولكن في عام 1931، وبعد تفكك النظام الملكي بالدولة وتحولها إلى جمهورية، تم منع جميع الرموز الملكية بإسبانيا وبذلك أزيل التاج من الشعار وكذلك لقب ريال من اسم النادي ليعود كما كان مع إضافة شعار خلفي يدل على منطقة قشتالة.[15] وفي عام، 1941 أي بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية تمت إعادة تاج الملك للشعار مع الإبقاء على الشعار الدال على قشتالة،[16] وكذلك أصبح الشعار بالألوان حيث ظهر فيه اللون الذهبي بكثرة، وبالإضافة لذلك استعاد الفريق اسمه الكامل "ريال مدريد".[32] كان التغيير الأحدث بالشعار قد حصل عام 2001 عندما أراد النادي التجديد لمواكبة تغييرات العصر الجديد وكانت أبرز الإضافات هي إضافة ظلال باللون الزرق الداكن على جميع حدود الشعار.[32]
كان اللباس التقليدي لريال مدريد أبيض اللون بالكامل، كما كان هناك خط أزرق مائل بالقميص - ما زال يظهر في شعار النادي الحالي - وعلى العكس من الوقت الحاضر فإن اللون الأزرق الداكن يظهر بالجوراب.[14][34] تم إلغاء الخط من القميص بعد مشاهدة نادي كورينثيان الإنكليزي بلباسه الأبيض الكامل عام 1902.[35] تم تغيير لون الجرابات في نفس العام إلى اللون الاسود بعد أن كانت زرقاء اللون سابقا. في بداية الأربعينيات تم تغيير الطقم مجدداً بإضافة أزرار إلى القميص وتغيير مكان الشعار من الجهة اليمنى إلى اليسار، كما يظهر حالياً. في 23 نوفمبر من عام 1947 في مباراة ديربي مدريد ضد أتلتيكو مدريد أصبح ريال مدريد أول نادي أسباني يلبس قمصان تحتوي على أرقام.[16]
يكون اللباس التقليدي للنادي في المباريات التي تقع خارج ملعب البيرنابيو إما أسوداً أو بنفسجياً. تؤمن شركة ’’أديداس‘‘ الألمانية الطقم الحالي للفريق، الذي لم يتغير منذ عام 1998.[36][37] وأول راعٍ لقميص الريال كان ’’زانوسي‘‘ الذي وافق على عقد من موسم 1982-83 حتى موسم 1984-85. بعد ذلك أصبح النادي تحت رعاية ’’بارمالات‘‘ و’’أوتايسا‘‘، حتى تم توقيع شراكة طويلة مع ’’تيكا‘‘ في عام 1992.[38][39] في عام 2001، أنهى ريال مدريد اتفاقه مع تيكا واستعمل شعار موقع النادي وهو (بالإسبانية: Realmadrid.com) وذلك بدعاية من موقعه الرسمي الذي تم إطلاقه ذلك العام. وفي عام 2002 تم التوصل إلى صفقة مع شركة سيمنز، وفي 2006 تحولت الشركة إلى (بالألمانية: BenQ Siemens) بعد اندماجها وبهذا تغير اسم الشركة على قميص النادي كذلك.[40] راعي القميص الحالي هو bwin.com بعد المشاكل الاقتصادية مع سيمينز.[41][42] وقد توصلت bwin.com في منتصف 2009 مع ريال مدريد إلى تمديد عقد الرعاية حتى نهاية موسم 2013 بعد أن كان سينتهي بنهاية موسم 2009-10.[43]
في عام 1929، انطلق الدوري الإسباني لكرة القدم، وتصدر ريال مدريد الترتيب حتى آخر مباراة في الموسم، ولكنه خسر آخر مباراة أمام أتلتيك بيلباو في سان ماميس وخسر بالتالي صدارته والبطولة. وقد حل وصيفاً للبطل حينها، برشلونة، وبفارق نقطة واحدة.[14] أحرز ريال مدريد أول بطولة دوري في تاريخه بموسم 1931–32، وأتبعه في الموسم التالي بالفوز بالبطولة مرة أخرى، ليصبح أول فريق يحرز بطولة الدوري مرتين على التوالي منذ بدايتها.[15]
ألفريدو دي ستيفانو.
انتُخب سانتياغو بيرنابيو ليكون رئيساً لريال مدريد في عام 1943.[16] وخلال فترة رئاسته، تمت إعادة بناء الفريق والملعب والمدينة الرياضية التابعة للنادي بعد أن دُمرت بفعل الحرب الأهلية الإسبانية. وبداية من عام 1953، شرع بيرنابيو بتنفيذ استراتيجية تضمنت استقدام لاعبين من الطراز الرفيع من الخارج ومواهب بارزة من داخل إسبانيا، ولعل أبرز نقطة كانت التوقيع مع ألفريدو دي ستيفانو وجلب الموهبة الإسبانية فرانشيسكو خينتو. وهكذا، تكوّن أول فريق متعدد الجنسيات في فريق واحد.[17] وفي أول مواسم دي ستيفانو حقق الفريق بطولة الدوري الثالثة في تاريخه بعد غياب دام 23 عاماً وحقق دي ستيفانو لقب الهداف بتسجيله 27 هدفاً.[17]
في عام 1955، برزت فكرة عند الصحفي الفرنسي بجريدة "ليكيب غابريل هانوت" وهي عبارة عن إقامة بطولة أوروبية سميت باسم الكأس اللاتينية (تضم فرق كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال)، وتطورت الفكرة بعد اجتماع رئيس ريال مدريد بتلك الفترة سانتياغو بيرنابيو في أحد فنادق باريس مع كل من بيدريغان وغوستاف سابيس لينتج عن الاجتماع تأسيس البطولة الكبرى في أوروبا للأندية التي تعرف حالياً باسم دوري أبطال أوروبا.[18] وتحت رئاسة سانتياغو بيرنابيو، أصبح ريال مدريد الفريق الأفضل سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، حيث استطاع الفوز بدوري أبطال أوروبا بخمس مرّات على التوالي من عام 1955 إلى 1960.[17] والفوز بتلك البطولات الخمس جعل الفريق يحوز الكأس الأصلية وكذلك سُمح لأعضائه بارتداء شعار شرفي يبين عدد البطولات التي أحرزها بالبطولة الأوروبية وتسمى وسام شرف الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (بالإنكليزية: UEFA badge of honour).[19] وأتبع تلك الفترة بالفوز بالدوري الإسباني لخمس سنوات متتالية ليكون أول فريق إسباني يحرز هذا الانجاز، واستطاع الفريق احراز البطولة السادسة في عام 1966 بعد انتصاره في المباراة النهائية على الفريق الصربي بارتيزان بلغراد بنتيجة 2–1، وكان ذلك الفريق أول فريق يحرز اللقب وهو مكون من لاعبين كلهم محليين وسمي ذلك الفريق باسم Ye-yé وذلك نسبة إلى المتعة التي كان يقدمها بتلك الفترة والاسم مأخوذ من أغنية كان لها صيت آنذاك.[20] وصل نفس الفريق أيضاً إلى المباراة النهائية مرتين بالبطولة الأوروبية، في عامي 1962 و 1964، ولكنه خسرهما أمام كل من بنفيكا البرتغالي ونادي انتر ميلان الإيطالي على التوالي.[20]
في فترة السبعينات، فاز ريال مدريد بخمس بطولات محلية وثلاثة كؤوس للملك.[21] ولعب الفريق أول نهائي له في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1971، ولكنه خسر اللقاء أمام فريق تشلسي الإنكليزي بنتيجة 2-1.[22] وفي 2 تموز/يوليو 1978، توفي رئيس النادي سانتياغو بيرنابيو، وكانت تقام في تلك الفترة فعاليات كأس العالم لعام 1978 في الأرجنتين، فأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالحداد مدة ثلاثة أيام تكريماً له.[23] وفي العام التالي، أنشأ النادي بطولة باسم كأس سانتياغو بيرنابيو وذلك احياءاً لذكرى وفاته.
وفي بداية فترة الثمانينات من القرن العشرين، لم يستطع الفريق مواصلة سيطرته على الدوري المحلي والذي توالت عليه ناديي إقليم الباسك "أتلتيك بيلباو" و"ريال سوسيداد" مرتين على التوالي لكل منها، واستمرت هذه الحالة حتى استطاع الفريق العودة للفوز بالبطولات بعد أن تخرج منه نخبة من اللاعبين، كانوا قد استطاعوا الوصول مع الفريق الثاني لريال مدريد، المسمى "ريال مدريد كاستيا"، إلى المباراة النهائة لكأس ملك إسبانيا ومقابلة الفريق الأول بذلك اللقاء لتكون الحادثة الفريدة من نوعها في عالم كرة القدم، وقد أطلق الصحفي خوليو سيزار إيغاليسياس اللقب المعروف بالإسبانية "La Quinta del Buitre" أي "خماسي الجوارح".[24] وهذااللقب كان يطلق بالأساس على أشهر لاعب من المجموعة قبل أن يعمم على الجميع وهو إيميليو بوتراغينيو. أما بقية أعضاء المجموعة الأربعة فهم مانويل سانشيز هونتييولو ورافائيل مارتن فازكويز وميتشيل وميغيل بارديزا.[25] ورغم مغادرة بارديزا الفريق، كان الفريق يضم نخبة من اللاعبين أمثال الحارس الدولي السابق فرانسيسكو بويو والظهير الأيمن الإسباني ميغيل بورلان تشيندو والمهاجم المكسيكي هوغو سانشيز، وكان الفريق قد وُصف بأنه الأفضل في إسبانيا وأوروبا في النصف الثاني من فترة الثمانينات، حيث حقق بطولتين لكأس الإتحاد الأوروبي على التوالي، وخمس بطولات من الدوري الإسباني على التوالي كذلك وبطولة واحدة لكأس ملك إسبانيا وثلاثة كؤوس السوبر الإسبانية وبطولة كأس الدوري مرّة واحدة.[25]
هييرو وزيدان في مباراة خيرية.
في بداية التسعينيات، انتهت حقبة "خماسي الجوارح" بعد مغادرة كل من مارتين فازكيز، اميليو بوتراغوينو، وميتشيل للنادي. في عام 1996، عيّن الرئيس لورينزو سانز المدرب فابيو كابيلو على رأس الجهاز الفني. ومع أنه لم يستمر إلا عاماً واحداً إلا أنه فاز في الدوري الأسباني، وأحضر لاعبين مثل روبيرتو كارلوس، بريدراج مياتوفيتش، دافور سوكر، وكلارنس سيدورف مما زاد من قوّة النادي الذي كان يحوي أصلا لاعبين مثل راؤول وفيرناندو هييرو وإيفان زامورانو وفيرناندو ريدوندو. نتيجة لذلك، أنهى ريال مدريد (مع قدوم فيرناندو موريانتس في عام 1997) انتظار الجماهير طيلة 32 عاما فوزه ببطولة دوري ابطال أوروبا، بفوزه في عام 1998 تحت قيادة المدرب جوب هينكس على نادي يوفنتوس في النهائي بهدف نظيف قام بتسجيله بريدراج مياتوفيتش.[26]
في تموز/يوليو من عام 2000، تم انتخاب فلورونتينو بيريز كرئيس للنادي.[27] بعد حملة وعد فيها بإيفاء الديون التي أثقلت كاهل النادي وتجديده له. ولكن يُعتقد أن ما جعل فوز بيريز ممكناً هو التوقيع مع لويس فيغو الذي كان عضوا في الغريم التقليدي للريال، وهو نادي برشلونة.[28] في العام التالي، قام النادي بتطوير امور التدريب وقام بإطلاق حقبة الغلاكتيكوس التي من خلالها حضر كل من زين الدين زيدان ورونالدو ولويس فيغو وروبيرتو كارلوس وراؤول وديفيد بيكهام. لم تحقق هذه السياسة الآمال المعقودة في ذلك الوقت، رغم أن النادي فاز في دوري الابطال موسم 2001-02 وبطولة الدوري الموسم التالي، وكذلك بكأس السوبر الإسباني عام 2004، إلا أنه فشل في حصد الألقاب لثلاث سنوات بعد ذلك.[29]
في يوليو 2006، تم انتخاب رامون كالديرون رئيسا للنادي، فأعاد إحضار فابيو كابيلو كمدرب وبيديا مياتوفيتش كمدير رياضي. فاز ريال مدريد ببطولة الليغا عام 2007 بعد انقطاع أربعة أعوام، إلا أنه مع هذا فقد تم التخلي عن فابيو كابيلو.[30] في الموسم التالي حصد الفريق الأبيض بطولة الليغا مرة أخرى، فكانت هذه المرة الحادية والثلاثين التي يفوز فيها بالبطولة، والتي سجلت فوز الريال ببطولتين متتاليتين لأول مرة منذ 18 عاماً.[31] في مطلع يونيو سنة 2009 أعلنت اللجنة الانتخابية بنادي ريال مدريد أن فلورنتينو بيريز نال رسميا مقعد رئاسة النادي. وحاول بيريز وفالدانو في البداية التعاقد مع الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لفريق أرسنال الإنجليزي، ولكن فينجر قرر البقاء مع أرسنال. وكان البديل الثاني هو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي، لكنه فضل أيضا تجديد عقده مع النادي سالف الذكر.
فتم التعاقد مع المدرب التشيلي، مانويل بيليجريني، المدير الفني لفريق فياريال الأسباني، كمدير فني جديد للفريق. وكعادة بيريز مع الصفقات المدوية فقد أنهى التعاقد مع البرازيلي كاكا من نادي ميلان الإيطالي بمبلغ 65 مليون يورو. وكذلك تم التعاقد مع راؤول ألبيول من نادي فالنسيا الإسباني واللاعب كريم بن زيمه من نادي أولمبيك ليون الفرنسي وكذلك اللاعب استيبان جانيرو لاعب نادي خيتافي الإسباني واللاعب ألفارو أربيلوا قلب دفاع نادي ليفربول الإنجليزي إضافة إلى الصفقة الأغلى وهو اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو من نادي مانشيستر الإنجليزي بمبلغ قياسي وصل قيمته إلى 92 مليون دولار أمريكي.
[عدل] شعار وزي النادي
أول شعار للنادي.
كان أول شعار للنادي عند تأسيسه ذو تصميم بسيط، حيث كان يتكون من حروف "MCF" المختصر لاسم النادي "Madrid Club de Fútbol" وكان لونه أزرقا داكنا وكان باقي الطقم أبيض اللون. حصل أول تغيير للشعار عام 1908 وذلك بتغير شكل الاختصار وإحاطته بدائرة.[32] لم يحصل التغيير التالي إلا عند تولي بيدرو باراجيس رئاسة النادي عام 1920، وذلك عندما خلع الملك ألفونسو الثالث عشر الصفة الملكية على النادي ليضاف لقب "Real" لاسمه والذي يعني الملكي،[33] وبذلك تم إضافة تاج الملك للشعار وأصبح اسم النادي "نادي مدريد الملكي لكرة القدم" (بالإسبانية: Real Madrid Club de Fútbol).[32] ولكن في عام 1931، وبعد تفكك النظام الملكي بالدولة وتحولها إلى جمهورية، تم منع جميع الرموز الملكية بإسبانيا وبذلك أزيل التاج من الشعار وكذلك لقب ريال من اسم النادي ليعود كما كان مع إضافة شعار خلفي يدل على منطقة قشتالة.[15] وفي عام، 1941 أي بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية تمت إعادة تاج الملك للشعار مع الإبقاء على الشعار الدال على قشتالة،[16] وكذلك أصبح الشعار بالألوان حيث ظهر فيه اللون الذهبي بكثرة، وبالإضافة لذلك استعاد الفريق اسمه الكامل "ريال مدريد".[32] كان التغيير الأحدث بالشعار قد حصل عام 2001 عندما أراد النادي التجديد لمواكبة تغييرات العصر الجديد وكانت أبرز الإضافات هي إضافة ظلال باللون الزرق الداكن على جميع حدود الشعار.[32]
الطقم الأول لريال مدريد. |
يكون اللباس التقليدي للنادي في المباريات التي تقع خارج ملعب البيرنابيو إما أسوداً أو بنفسجياً. تؤمن شركة ’’أديداس‘‘ الألمانية الطقم الحالي للفريق، الذي لم يتغير منذ عام 1998.[36][37] وأول راعٍ لقميص الريال كان ’’زانوسي‘‘ الذي وافق على عقد من موسم 1982-83 حتى موسم 1984-85. بعد ذلك أصبح النادي تحت رعاية ’’بارمالات‘‘ و’’أوتايسا‘‘، حتى تم توقيع شراكة طويلة مع ’’تيكا‘‘ في عام 1992.[38][39] في عام 2001، أنهى ريال مدريد اتفاقه مع تيكا واستعمل شعار موقع النادي وهو (بالإسبانية: Realmadrid.com) وذلك بدعاية من موقعه الرسمي الذي تم إطلاقه ذلك العام. وفي عام 2002 تم التوصل إلى صفقة مع شركة سيمنز، وفي 2006 تحولت الشركة إلى (بالألمانية: BenQ Siemens) بعد اندماجها وبهذا تغير اسم الشركة على قميص النادي كذلك.[40] راعي القميص الحالي هو bwin.com بعد المشاكل الاقتصادية مع سيمينز.[41][42] وقد توصلت bwin.com في منتصف 2009 مع ريال مدريد إلى تمديد عقد الرعاية حتى نهاية موسم 2013 بعد أن كان سينتهي بنهاية موسم 2009-10.[43]